• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

عيون الصمت "في مريض الأرق"

عيون الصمت في مريض الأرق
د. سعد مردف


تاريخ الإضافة: 23/1/2022 ميلادي - 20/6/1443 هجري

الزيارات: 2528

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عُيُونُ الصَّمْتِ "في مريض الأرَق"

 

نَامَ الجَمِيعِ، ظَلَّتْ عَيْنَايَ مُسَمَّرَتَينِ فِي السَّقْفِ، الصَّمْتُ يُطْبقُ عَلَى المَكَانِ، كَانَ صَمْتًا يَرْسُمُ صُورَتَهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ في الغُرْفَةِ، أَحسَسْتُ بكلِّ ما حوْلي يَخْتَرقُنِي بنَظَرَاتهِ حتَّى البابُ المُغْلَقُ، والنافذةُ الخَرْسَاءُ، وحتَّى البطَّانيَّاتُ المُوَزَّعَةُ في كلِّ الأنحاءِ بعَدَدِ إِخْوَتِي الصغَارِ، نَظَرَاتٌ تُحَلِّقُ في وَجْهِي الصَّغِيرِ تَكَادُ تَفْتَرِسُهُ، وعنْدَمَا وجدْتُني مُحَاطًا بكُلِّ هذهِ العُيونِ الغريبَةِ، والخَفِيَّةِ، سَارَعْتُ إلَى المِصْبَاحِ فَأَطْفَأْتُ ضَوءَهُ، وَعُدْتُ مُسْرعًا إلَى فِرَاشِي وَلَفَفْتُ جسْمِي ببَطَّانيَّتِي، وأَغْمَضْتُ عَيْنِي لا لأنَامَ، ولكِنْ حتى لَا أنظرَ إلَى الكائناتِ الفُضُوليَّة التي تَرْمُقُني بِحِدَّةٍ.


أَصْبَحَ للصمتِ فِي هذهِ اللَّحَظَاتِ صَوتٌ مُمْتَدٌّ يَخْتَرِقُ أُذْنِي ويَمْنَعُنِي مِنْ أَنْ أَغْفُوَ، أنَا لا أَنَامُ، أنَا كائنٌ حيٌّ بأتمِّ مَعْنَى الحياةِ، تَعَوَّدْتُ أنْ لا أَتَنَاوَلَ مِنَ النَّومِ إلا دَقَائقَ قَليلةً هِيَ تلكَ الَّتِي أُغْمِضُ فيهَا جَفْنَيَّ حينَ ينتَابُنِي شُعُورٌ بأنَّ الغُرفَةَ تَجْتَاحُني بِعُيُونِهَا، ولكنَّ النَّومَ الَّذِي يَغْشَى مَنْ فِي الدَّارِ لا يَعْرفُنِي، أنا مَرِيضٌ بالأَرَقِ، ولسَنَوَاتٍ، إذَا اسْتَلَمَ النُّعَاسُ نُفُوسَ إخْوَتِي، وغَطُّوا فِي نَومِهِمْ خَلْفَ أَغْطِيَتِهمْ تَبْدَأُ رحلتِي مَعَ الوحدةِ، سَأَظَلُّ أَنتَظِرُ الجَمِيعَ حتَّى يَعُودُوا إلى الحياةِ، كُنْتُ كثيرًا مَا أَجِدُ الأنْسَ فِي شخِيرِ بَعْضِهِمْ، وَتَصَاعُدِ أَنْفَاسِهِمْ تَقْطَعُ صَمْتَ المَكَانِ، وكنْتُ أَشْعُرُ بالأنْسِ أيضًا حِينَ يتقلَّبَ أحدُهُمْ فِي فِرَاشِهِ هُنَاكَ أَسْتَعيدُ الشعُورَ بالنَّاسِ، وبالعَالَمِ، نَعَمْ أَنَا مَريض بالأرق، ومُنْذُ سَنَوَاتٍ أُكَابِدُ العَيْشَ نِصْفَ عُمْرِي وحِيدًا، أنَا واللَّيلُ وَعُيُونُ الصَّمْت.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة